النهار
التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم في البيت الأبيض ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في أول اجتماع له بمسؤول خليجي منذ تسلمه السلطة من سلفه باراك أوباما الذي اتسمت علاقاته مع السعودية بالصعوبة.
وأجرى الرجلان محادثات في المكتب البيضاوي بحضور نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر.
وعند التقاط المصورين صوراً لترامب وضيفه في المكتب البيضوي، سمع الرئيس الاميركي يقول لضيفه: أشخاص لطفاء جدا”، فرد محمد بن سلمان: “آمل بذلك”.
وتناول المسؤول السعودي الغداء مع ترامب في البيت الأبيض.
وكانت صحيفة “الواشنطن بوست” الاميركية أفادت أن زيارة ولي ولي العد السعودي ستوفر لترامب فرصة لعرض أهداف سياسته في المنطقة لإحدى الشخصيات الأكثر نفوذاً في السعودية.
ويتولى محمد بن سلمان، وهو الرجل الثاني المرشح لتولي العرش في المملكة، وزارة الدفاع أيضاً، وهو مكلف الملف الاقتصادي ويرتبط بصلات قوية مع والده الملك سلمان الذي يصغي إليه في مسائل مهمة.
ومع وجود سلسلة من المسائل العالمية والاقتصادية لمناقشتها، عرضت الصحيفة الأمريكية نقاط التوافق كما العوائق في العلاقة الأمريكية-السعودية في ظل إدارة ترامب:
ففي الأهداف المشتركة، رحبت السعودية الخطاب المتشدد لترامب حيال إيران والذي يتناقش مع جهود إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، على رغم معارضة الرياض.
وفي اتصال بين ترامب والملك سلمان في يناير (كانون الثاني)، اتفق الجانبان على دعم المناطق الآمنة في سوريا واليمن، وفقاً لبيان للبيض الأبيض.
وفي ظل إدارة ترامب، استمرت واشنطن في دعم التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن . ومن المتوقع أن يستمر التعاون الاستخباراتي في شأن القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى، وخصوصاً أن السعودية لا تزال جزءاً من التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد أهداف داعش في سوريا.
أما عن العقبات التي تواجه العلاقات بين الجانبين، فيقول جيرالد فيرشتاين، وهو سفير أمريكي سابق في اليمن ومدير مركز شؤون الخليج في معهد الشرق الأوسط أنه على رغم أجواء التفاول بين واشنطن والرياض، لا تزال ثمة أضواء صفراً، إذا لم تكن حمراء.
ويقول: “أولاً يبدو أن ثمة توقعات من البيت الأبيض أن يدفع السعوديون ودول الخليج مزيداً من المال مقابل الحماية الأمريكية”.
كما ان خطط الطاقة للإدارة الأمريكية تشمل زيادة الانتاج المحلي للنفط الصخري الى حد الأقصى، وهو ما يهدد قدرة السعودية على الافادة من أسعار أعلى للنفط.
وتشمل نقاط الاختلاف الأخرى توقعات البيت الأبيض أن تطبع السعودية علاقاتها مع إسرائيل في غياب اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
ويقول فيريشتاين إن ثمة مشاعر معادية للمسلمين بين بعض أعضاء الدائرة الضيقة لترامب الأمر الذي قد يعقد العلاقات الأميركية-السعودية.
كذلك، يمكن أن يكون لقانون العدالة ضد رعاة الارهاب “جاستا” تبعات سلبية على العلاقات.
ولكن الصحيفة تقول إن المسألة الأكثر تعقيداً في العلاقات الأميركية-السعودية تتمثل في الصلات الوثيقة على ما يبدو بين إدارة ترامب وموسكو. وكان الرئيس الأمريكي تحدث باعجاب كبير عن الرئيس فلاديمير بوتين، وأبدى أمله في تقارب مع موسكو.
ولكن روسيا هي حليف وثيق للرئيس بشار الأسد، وقد ساهم التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية بدءاً من س ، في تحويل دفة الحرب لصالح الأسد، علماً أن السعودية تدعم علناً الفصائل المعارضة في سوريا ودعت مراراً الى تغيير النظام. ومع توسيع النظام سيطرته على الأرض، يمكن أن يواجه ترامب والسعوديون صعوبة لايجاد أرضية مشتركة.